-جرّبها ولن تندم ( التنويم المغناطيسي )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي اعضاء هذا الملتقى الرائع, يشرفني ان اطرح لكم مجموعه من تمارين للتنويم المغناطيسي الذاتي, لتخفف عناء اعباء اللإبتعاث وليزادة الثقه بالنفس...الخ, سأبدا بمقدمه, ومن ثم التمارين
مقدمه عن التنويم المغناطيسي
- لا يزال العلم متحيراً في شأن التنويم المغناطيسي على الرغم من انه يمارس من قديم الزمان.
- التنويم المغناطيسي ليس له في الحقيقة أية علاقة لا بالنوم ولا المغناطيس.
- حاليا يستخدم القليل من الاطباء وخاصة النفسيين التنويم المغناطيسي لعلاج مشاكل الاعصاب والارق والصداع وادمان الكحول او المخدرات.
- جميع الاطباء الذين يستخدمون التنويم المغناطيسي حاليا يشترطون وجود احد اقارب او اصدقاء الشخص معه.
- يهتم بعض الأطباء الأميركيين منذ بعض الوقت بالتنويم المغناطيسي الذاتي(وهذا ماسنتكلم عنه ان شاء الله).. وهي تقنية مشتقة من الإيحاء الذاتي تساعد بشكل جاد على صقل الشخصية والتحرُّر من بعض العادات السيئة واكتساب أخرى أكثر ملائمة.
- تُستخدَم هذه التقنية من أجل التخلص من التدخين والكحولية والخوف والشعور بالدونية ومن بعض الآلام النفسية والجسدية. وتقوم هذه الطريقة على خلق صورة عن الذات تندمج تدريجياً مع الشخصية بحيث يصبح الإنسان ما يريد أو ما يفكر فيه.
كيف تستعمل التنويم المغناطيسي مع ذاتك :
قبل أن تسعى لممارسة التنويم المغناطيسي مع ذاتك ، يجب أن تقرر بينك وبين نفسك ما الذي تريد أن تكتشفه من أغوارك الداخلية أو تغيره في ذاتك ، قبل أن ترحل إلى عالم العقل الباطن …!
يجب أن تكون دقيقاً مع نفسك وواضحاً ويكون لديك هدفٌ واحد أو مسألة واحدة تود معرفة حلّها أو الإلمام بتفاصيلها ، لا عشرة أهداف أو حتى أثنين ، لأنك قد تتورط في خلق المزيد من المتاعب دون أن تحلّ ولا واحدة من تلك العشرة .
الأمر الثاني ، يجب أن تكون الإيحاءات المستعملة والتي يراد غرسها في العقل الباطن :
1- إيجابية ومفيدة : بالتأكيد ستقول طبعاً وهل أريد أن أوحي لنفسي بالشر أو الأذى ، لا طبعاً ليس هذا ما قصدنا ولكن أن تصاغ بشكل إيجابي وحازم ولا مجال فيها للتأجيل ولا ينبغي أن تذكر في النص أي عبارة توحي بالسلب من قبيل " سأتعلم السباحة مهما كنت خائفاً " ، مثل هذا الإيحاء سلط الضوء المكثف على كلمة " خوف " حتى وإن سبقتها كلمة " مهما " لأن كلمات من قبيل : مهما أو لكن أو ربما أو لعل أو سوف أو ( س ) ، كلمات لا يفهمها العقل الباطن لأنها لا تملك صوراً معينة تترافق معها ، فلو إنك قلت " يسعدني أن أتعلم السباحة " كلمة يسعدني تحمل كماً من صور السعادة ، لكن كلمة ، مهما أو لعل أو ربما ، لا تحمل صورة وبالتالي سيقفز العقل الباطن عليها ليسلط ضوءه على ما ورائها وهو كلمة خائفاً ،
وبالتالي فكأنك تقول :
سأتعلم السباحة كنت خائفاً ( بدون مهما ) وساعتها لن تتعلم السباحة أو حتى ربما تغرق لأنك وضعت كلمة الخوف في صميم الإيحاء . كذلك استعمال كلمات التأجيل من قبيل س ، سوف ، ربما ، كلها تدفع العقل الباطن لأن يقول : لا هذا الرجل لا يريد شيئاً محدداً بالضبط فلِم أتعب نفسي وأجهد من أجل أن أستنبت إيحائياً هوائياً عائماً …!!
إذن ليكن إيحائك لنفسك شبيه بالآتي : يسعدني أن أتعلم السباحة أو أريد أن أتعلم السباحة …!
حتى لو قفز العقل الباطن على كلمة أريد أو يسعدني فبالنتيجة تبقى كلمة تعلم السباحة وهذا هو الأمر الذي سيصدره العقل الباطن إلى المخ ومن ثم إلى الكيان كله وإلى الخارج ( الكون الذكي ) ، بأنك تريد كذا ويجب أن يكون لك هذا الذي تريده …!
2- يجب أن يكون الإيحاء قصيراً ومباشراً ولا يحمل أكثر من معنى أو أكثر من احتمال ، لأننا لا نريد أن نتسلى أو ( نسفسط ) أو نلعب لعبة ذهنية ، بل نملك ضرورة ونريد تحقيق هدف محدد ومعين بدقة .
خذ هذه الإيحاءات مثلاً :
" أنا واثق من نفسي وأملك قوة داخلية هائلة "
" أنا أملك شخصية رائعة "
" أنا أكره التدخين "
" التدخين مدمر للصحة "
" أنا محب للمعرفة "
" أنا امرأة جميلة "
" أنا رجلٌ ناجح "
الخ …الخ …!
هذه الإيحاءات وإن بدت بعضها إستراتيجية وتحتاج ربما لمرات ومرات عديدة من التأكيد وممارسة التنويم حتى ترسخ في العقل الباطن ، ولكنها كما ترى مباشرة ودقيقة وقصيرة وإيجابية وهادفة ولا تضر أحداً لا القائل ولا محيطه الأسري أو الاجتماعي .
3- سهلةٌ على الحفظ والتذكر : من المهم عزيزي القارئ أن تكون الجمل سهلة وقابلة للحفظ والاستذكار والاستنبات لاحقاً في العقل الباطن ، فكما إن المزارع لا يذهب إلى الحقل ببذور لا يعرف محتواها ، فكذلك من يذهب إلى العقل الباطن ، ينبغي أن يذهب ببذورٍ يعرف ما تحتوي ، وتلك لا تكون معروفة إن لم يكن لها جسم لغوي واضح ومحدد مثل هذا القول : " أنا امرأة جميلةْ " ، حيث كل الكلمات مترابطة متماسكة تملك صوراً شخصية ، أنا ( تلك الكينونة المعروفة ) ( امرأة – هذا الجنس الذي أملك ) ( جميلة – تلك الخصلة الرائعة التي لها صورة محددة في ذهني ، وأرى إني أملكها بالتأكيد أو أريد أن أؤكد امتلاكي لها لكي ما تشرق وتتأكد في الخارج ) .
حسناً …بعد أن صغت الإيحاء الذي تريده ( ويجب أن يكون واحد في المرة الواحدة ) ، قم بتدوينه على الورق ، ثم قم بتدوين الأسباب التي تدعوك لتحقيق هذا الهدف أو تأكيد هذه الخصلة :
لماذا أريد أن أتوقف عن التدخين ، أو لماذا أريد أن أؤكد أني وسيم أو محب للمعرفة أو إني امرأة جميلة .
دون كل ما تعرف من مبررات للاعتقاد بأنك هكذا أو تريد كذا ، على سبيل المثال ، فتاةٌ تملك جمالاً متواضعاً يمكن أن يرتقي إلى مستويات عالية فيما لو إنها آمنت به ، لكنها لا تملك للأسف وهي في حالة الوعي اليومي العادي ، أن تؤمن به لأن ذهنها مشغول بأكثر من شيء ولأن نظرات الناس لا توحي لها بأنها جميلة أو لأن أهلها أو ظروف الماضي وإحاطاته قتلت في داخلها الإحساس بالجمال والألق .
حسناً …ما لا تستطيع أن تؤكده وهي في حالة الوعي اليومي ، يمكن أن تؤكده وتؤمن به وتحققه في حالة التنويم المغناطيسي الذاتي ، وإذن فالذي تحتاجه قبل الدخول في حالة التنويم هو أن تعرف لماذا تريد أن تكون جميلة أو أن يشرق هذا الجمال الذي في داخلها :
1- لأن الجمال يمنحها ثقة أكبر بالذات .
2- لأن الجمال يمكن أن يحسن فرصها في الحب والحياة عامة .
أو لنأخذ مسألة الرغبة في الكفّ عن التدخين :
1- لأنني أشعر بضعف الشهية للطعام .
2- لأن صحتي تدهورت .
3- لأن رائحته كريهة.
4- لأن …الخ …الخ .
مع كل إيحاء تنتقيه عليك أن تدون أكبر قدر من المبررات لهذا الذي لا تريده له أن يستمر لديك ( كالتدخين مثلاً ) ، أو هذا الذي تريد أن تناله من مكاسب من وراء الوصول إلى هدفك ( كال جمال أو المال ) ، دون كل شيء وبعناية وتأمل هذا الذي تكتبه ولا تستغرق في التفاصيل السلبية لأنها لن تنفعك ، لا تقل مثلاً ومن أين لي أن أكون وسيماً والناس لا ينظرون لي بنظرة إعجاب ، أو كيف أقطع التدخين وأنا الذي دخنت لأكثر من نصف عمري …لا... لا تهتم لردود الأفعال السلبية ، بل ركز على الإيجابيات التي ستنالها فيما لو إنك نجحت في الوصول إلى الهدف ، وقل لنفسك بذات الآن طيب وما الذي أخسره إن آمنت بغير هذا الكريه أو الخطأ الذي آمنت به طوال حياتي ، ماذا أخسر …!
تحضيرات ما قبل الممارسة :
أختر الوقت والمكان الذي لا تكون فيه مرتبط بموعد أو على مقربة من الآخرين بحيث يمكن أن يفرضوا وجودهم عليك ويقطعوا خلوتك ، أرفع سماعة التلفون ، أجعل الأجواء عندك مريحة جداً لمثل هكذا خلوة ثم :
أما أن تستلقي على سريرك بشكلٍ مريح وذراعيك إلى الجانبين بشكلٍ طوليٍ مع جذعك أو أن تجلس على كرسيٍ مستقيم الظهر وتلقي بيديك على أذرع الكرسي وتكون قدميك ملامستين للأرض .
ركز انتباهك وبصرك على شكلٍ ما في الجدار أو نقطة ما في السقف بحيث تكون متميزة ولها شكل معين ، كمصباح مطفأ أو رسم على الجدار أو السقف أو ذراع مروحة سقفية أو حتى بقعة سوداء صغيرة أو أي شيء .
يفضل أن تكون النقطة التي تركز عليها فوق مستوى النظر أي ليس متعامدة مع أفق النظر ، ثم قم بالتنفس بعمق لخمس مرات وفي كل مرة تخرج فيها الهواء قل لنفسك : أسترخي …
تحسس كيف أن التوتر يغادر جسمك وعقلك وإنك تشرع فعلاً بحالة لذيذة من الاسترخاء …تحسس هذه الحالة وأنتبه لها وأستشعرها …
أغلق عينيك الآن وركز سمعك على خمسة أصوات مختلفة تأتيك من الخارج أو مما حولك …صوت تكتكة الساعة …صوت المروحة …صوت سيارات في الخارج …صوت الريح أو حفيف الأشجار في الحديقة …الخ .
عقب ذلك تنبه إلى خمسة أشياء تشعر بها في هذه اللحظة مثلاً :
1- وزنك أو ثقل جسمك وهو متهالك على الكرسي أو السرير .
2-حرارة جسمك .
3-حركة صدرك في أثناء التنفس .
4- احتكاك ملابسك وهي تلتصق بجسمك …
أنتبه لأي شيء يمكن لحاسة الحس أن تشعره في هذه اللحظة .
أنت الآن عزيزي القارئ في حالة استرخاء عميقٍ للغاية ويمكن لك أن تهبط في هذه اللحظة إلى جنة العقل الباطن أو بستانه العامر ، أبدأ بتخيل نفسك وأنت تهبط سلماً من عشر درجات ، تصور نفسك بأقصى ما يمكن لخيالك أن ينجح في تصوره ، تصور نفسك وأنت تهبط عابراً غشاءٍ رقيقاً من الغيوم أو الدخان الملون الكثيف الجميل ، مدّ ذراعيك إلى الأمام وكأنك فعلاً تمشي وتريد أن تتبين طريقك وسط تلك الغيوم الكثيفة أو الدخان الملون ، مع كل خطوة تنزلها ، تحسس كم إنك تسترخي أكثر وأكثر ، عند الدرجة الثالثة من درجات السلّم ، ستجدك تتخلص من كل متاعبك ومخاوفك وتتركها ورائك ، عند الدرجة الرابعة سيغيب العقل المشكك الناقد ، عند الدرجة الخامسة ستتحرر ذاتك الحقيقية ، عند الدرجة السادسة تلج في مركز الغيمة الكثيفة ، عند الدرجة السابعة ستشعر بنفسك وأنت في صميم الغيوم الكثيفة الجميلة ، عند الدرجة الثامنة تشعر بأنك في غاية الهدوء والرضا والطمأنينة ، عند الدرجة التاسعة تخرج من الغيوم إلى ضوء الشمس الدافئ اللذيذ ، في الدرجة العاشرة تهبط إلى الحديقة الجميلة الخضراء الغنية بالألوان والأزهار والروائح العطرة المختلفة .
أنت الآن عزيزي القارئ في حالة استرخاء تام وعميق جداً ، وهنا تكون فرصتك لأن تعيد على نفسك هذا الإيحاء الذي قلته سواء كان رغبة أم هدف أم أمنية أم مشكلة تريد طرحها على العقل الباطن وتنتظر منه الجواب عليها .
أعد الإيحاء ثلاث مرات ، مع استراحة قصيرة بين كل مرةٍ وأخرى ، عقب ذلك يمكن أن تسقط في نوم عميق أو أن تعود إلى الوعي من خلال العهد العكسي وارتقاء السلم صوب الوعي اليومي العادي ، أستعمل الخيال وتخيل نفسك عند الدرجة العاشرة وأنت تخرج من الحديقة ثم التاسعة والثامنة و…وصولاً إلى الدرجة رقم واحد التي هبطت منها أول مرة .
تقنيات التنويم المغناطيسي الذاتي:
عرف الإنسان التنويم المغناطيسي منذ آلاف السنين ومارسه على الناس والحيوانات بذات الآن ، وأعتمد التنويم في الخير كما وفي الشرّ وللأسف.
وقد انتخبت في هذا المقال القصير تمرينين فقط ، لأن أحدهما واسعٌ بحيث شغل مساحة كبيرة من المقال وحرمني فرصة ذكر تمارين أخرى لحالات أخرى من العلل النفسية والفسيولوجية .
1- تقنية النقطة الوسطى ( Navel Technique ) :
هذه التقنية تستخدم للحماية من الضغوط النفسية والإجهاد العصبي ومن أجل الراحة وهدأة الفكر والشعور :
1- جد لك مكاناً هادئاً منفصلاً عن الناس وليكن غرفتك مثلاً بعد أن تغلق الباب وتفصل الهاتف وتنبه الآخرين بعدم الإزعاج .
2- أضطجع على ظهرك على سريرك وأغلق عينيك .
3- تنفس ببطيء وبعمق شديد ، بحيث ترتفع معدتك إذ تمتلئ بالهواء عند الشهيق وتهبط حين الزفير .
4- خلال هذا التنفس العميق ( من الرئة ) قم بتركيز عين ذهنك الداخلية على مركز البطن (ماتسمى بالسرّة بالعربية) ، أي تخيل صورة هذه المنطقة في ذهنك وتمسك بالصورة من أجل طرد بقية الصور التي تدور في الخيال .
5- أستمر بالتنفس العميق ( من الرئة وإليها ) بذات الآن الذي تتمسك فيه عين خيالك بصورة منطقة وسط البطن، وكلما وفدت على الذهنِ أفكار أخرى أطردها ببساطة وبدون توتر وعد إلى ما أنت عليه .
هذا التمرين البسيط يهدف فقط إلى الراحة النفسية والتخفيف من التوترات العصبية ، ويمكن أن تنجح في الوصول إلى حالة الاسترخاء التام بعد دقيقة أو دقيقتين من مصارعة الأفكار والصور الداخلية الأخرى ، وأحيانا قد تحتاج إلى وقت أطول .
يمكن أن نضيف لها التمرين ذكر إيحاء قصير ومعبر يساعد على تسريع عملية الاسترخاء من قبيل أن تقول لنفسك في داخلك " أنال مسترخ …أنا مسترخ …" تقول هذا وتكرره بينما أنت تفكر بوسط البطن وتركز ذهنك على هذه الصورة
بالمناسبة هذه المنطقة لها اعتبار كبير في الممارسات الروحية والسيكولوجية.
2- تقنية البطارية الكونية The Cosmic Battery Technique :
يستخدم هذا التمرين لمعالجة مشكلة الخجل والتردد وضعف الثقة بالنفس ، والتي هي في الغالب من مخلفات الطفولة والتربية السيئة المحافظة للغاية ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك عوامل أو أحداث تحصل في فترة الشباب أو حتى ما بعدها من قبيل الخيبة في الحب أو الفشل التجاري والمهني والتي تنعكس على نفسية المرء وسلوكه ، فيغدو مجدداً خجولاً متردداً مهزوزاً .
من المؤكد أن الخيبة أو الفشل يمكن أن يتجاوزه المرء في حينه بإعادة تقييم الحدث والبحث عن الجوانب الإيجابية في هذا الذي حصل ، لأنه إن استسلمنا للخيبة أو الهزيمة الواحدة فإنها تفتح الباب على مصراعيه لما لا يعد من الإحباطات والهزائم والخيبات ، لكن على أية حال إن كنتا فقدنا القدرة في السيطرة على تيار السلبية الذي غزانا ، فحريٌ بنا أن نتبع هذه التقنية لأنها تساعدنا في الخروج من الحالة السلبية وتعيدنا مجدداً إلى وضعنا الطبيعي الإيجابي .
تذكر عزيزي القارئ أن السلب والمرض والخمول والفشل ليست هي القاعدة الطبيعية للسلوك والعمل الإنساني بل إنها الشذوذ أما الصحة والجمال والنشاط والتفوق فهي القواعد وهي قدر الإنسان الحقيقي الشجاع .
حسناً لنذهب لهذه التقنية ونرى كيف نطبقها .
دليل الممارسة خطوةٍ بخطوة :
1- إذا كان ممكناً لك عزيزي القارئ أن تمارس هذا التمرين في مكانٍ منعزلٍ هادئ في الخارج ، في حديقة أو بستان أو شاطئ منعزل فبها وإلا فبمقدورك أن تمارسه في الداخل ( في غرفتك ) بعيداً عن أعين الآخرين .
أستلقي على ظهرك على الأرض, سواء كانت أرض الحديقة أو أرضية الغرفة ، دع ذراعيك يستلقيان إلى جنب ، بحيث يكون باطن الكفين إلى الخارج جهة السماء ، ودع ساقيك يمتدان إلى أقصاهما بحيث يلامس كعب القدم الأرض وينفتح باطن القدم قليلاً صوب السماء .
2- أغلق عينيك وتنفس بعمق وحاول أن تفرغ ذهنك من كل الأفكار ، عبر انشغالك بالتنفس ومتابعة الأوكسجين الذي يدخل إلى الرئة حاملاً الصحة والحياة والزفير الذي يخرج آخذاً معه التوترات والخمول والتعب .
3- بعد ثوانٍ أو ربما دقائق من هذا التنفس العميق والتأمل في دخول النفس وخروجه ، ستشعر بأن جميع الأفكار الأخرى قد ولت هاربةٍ وعاد الذهن صافياً رائقاً ، أستشعر صفاء ذهنك وكن واعياً له ومستمتع به ، عندما تستشعر أنك مسترخ قم بالتنفس بشكل أعمق بحيث تفرغ الرئة بالكامل من الهواء وتعيد ملئها بالكامل أيضاً ، إنما أفعل هذا بتلقائية وحسب الإيقاع الطبيعي للتنفس إنما فقط بشكل عميق وهذا هو المهم ، أفعل هذا لعشر مرات .
4- إذا كنت تمارس التمرين في الخارج أفتح عينيك وتطلع إلى السماء بشمسها ( إن كان الوقت نهاراً ) أو نجومها ( إن كان الوقت ليلاً ) ، أما إن كنت تمارس التمرين في الداخل فأغلق عينيك إنما تخيل الشمس أو النجوم والقمر أمام شاشة الذهن أو جفن العين من الداخل .
5- تخيل هذا الذي في السماء الآن ( الشمس وأشعتها الفضية التي تملأ الكون ) أو النجوم والكواكب والمجرات والأقمار التي لا تعد .
تخيل كل هذا وأستعرضه في ذهنك وأنظره كصور متلاحقة تملأ شاشة الخيال ، تخيل هذه السعة الرهيبة للكون وهذا الجمال العظيم والإبداع الرهيب في خلق الله(سبحانه وتعالى) وهذا التنوع المفرط وتلك القوة الجبارة التي لا تحد ولا تُعد ، أبق في حالة تخيل لكل هذا لأطول فترة ممكنة .
6- الآن أفرد أصابع كفيك على سعتهما وشد أصابع قدميك إلى الأعلى وتخيل نفسك وأنت تتلقى فيوض الطاقة الكونية بأصابعك المشرعة وكأنها هوائي رادار أو جهاز استقبال للأمواج الكهرومغناطيسية … تخيل أن الطاقة الكونية تهبط متسللة عبر أطراف أصابع يديك وقدميك … أكرر تخيل أطرافك وكأنها هوائيات ( مهم جداً ) وتخيل أن الطاقة الكونية تتسرب عبر أطرافك لتملأ جسمك بالطاقة والحيوية والعافية والقوة .
7- تنفس بعمق ومع كل جرعة أوكسجين تأخذها رئتيك ، تخيل نفسك وأنت تتجرع شحنة هائلة من الطاقة الكون ، تخيل جسدك وكأنه بطارية كونية تشحن من هذا الفضاء العظيم الذي لا يحد .
8- قل لنفسك بصوت مسموع أو في داخلك " إنني اشحن نفسي بالطاقة الكونية مع كل نفسٍ أرتشفه ، إن طاقتي الكامنة تتسع وتكبر وتنمو بشكل رهيب ، إنني أغدو أقوى ، أكثر شجاعةٍ مع كل نفسٍ أتلقاه ، إن وعيي بتنامي بهذه القوة التي تكبر وتكبر وتنمو بسرعة ، إنني أتخلص شيئاً فشيئاً من خجلي وعدم ثقتي بنفسي ، إنني واثق بقوتي وواثق من شخصيتي " .
9- في هذه المرحلة التي ستكون فيها قد بلغت اليقين من إنك قوي ، تنفس بعمق أكبر وأكبر وأنتبه إلى هذه الطاقة التي بدأت تعتلج في داخلك ( مهم جداً أن نعي وننتبه لمظاهر القوة لأن هذا سيعززها أكثر فأكثر ) .
01- قل لنفسك الآن : "يمكنني أن أجمع كل طاقات الكون في داخلي ، وبالتالي يمكنني أن أمتلك القوة على فعل كل شيء ، طاقة الكون فيّ كطاقة الشمس والريح والكواكب ، أنا قوي ، أنا قوي للغاية ، أنا أملك إرادة قوية وبمثل هذه الإرادة وبمثل هذه البطارية الكونية العظيمة القادرة على تلقي الشحنات الكونية الجبارة ، بمثل هذا لا يبقي في داخلي أي شعور بالخوف أو الخجل أو الضعف أو التردد ، ليس إلا القوة والشجاعة والثقة العظيمة بالنفس ، أنا أعرف أنني لن أكون من الآن فصاعداً متردداً أو خجولاً أو خائفاً ، لأن ليس لمثلي أن يخاف أو يخجل أو يتردد ، أنا قوي ، أنا قوي ، أنا قوي …" .
11- الآن قرب بين كفيك وأشبك الأصابع ببعضهما ، وقرب القدمين إلى بعضهما بحيث تلتصق القدمين مع بعضهما ويتلامس الإصبعان الكبيرتان مع بعضهما وتنطبق الساقين والفخذين على بعضهما ، الآن تخيل أن كل هذه الطاقات الكونية التي تلقيتها من الفضاء الكوني الخالد الفسيح أنها تسري في جسمك في دورةٍ لا تنقطع ولا يتسرب منها شيء إلا الخارج لأن الدائرة مغلقة .
12-كرر لنفسك الآتي : " جسمي مثل البطارية المتكررة الشحن ، جسمي بطارية مشحونة بالكامل بالطاقة ، إنني أفيض بالطاقة الكونية العظيمة ، إنها تغمرني وتشع من كل مسامات كياني" .
21- إذا كانت عيناك مغلقتان ، أفتحهما الآن ، أنهض واقفاً ، تمدد نحو الأعلى برفع جسمك على أصابع القدمين مع رفع ذراعيك إلى الأعلى ، تنفس مجدداً بعمق وقل لنفسك الإيحاء التالي : " أنا ممتلئ بالطاقة ، أنا مشبع بالطاقة ، أنا لا أخجل ولا أخاف ولا أتردد وليس لدي ضعف أو عدم ثقة " .
31- إذا كان ممكناً ولم يكن لديك مانعٌ صحي ، يمكنك أن تأخذ حماماً ساخناً ( ليس فاتراً بل ساخناً إنما بدرجة معقولة ) ، ثم أعقبه بحمام بارد ، بهذا ستختبر الديناميكية التي تولدت فيك عقب هذا الشحن الكوني لبطاريتك ( جسمك ) .
إذا كان خجلك أو ترددك ذو جذور عميقة جداً في عقلك الباطن ، وبحيث يتكرر دائماً وفي كل موقف تقريباً ، في هذه الحالة كرر التمرين مرتين في اليوم الواحد ( واحدة في الصباح وأخرى في المساء ) ولمدة ثلاث أو أربعة أسابيع ، لكن لو كان ضعفك أو ترددك وخجلك لا يظهر إلا في حضور ناس معينين ولمرات قليلة ، فلا تحتاج إلا لتكرار التمرين لمدة أسبوع أو بالكثير عشرة أيام ، ولمرتين في اليوم أيضاً
ليست هناك تعليقات :